النصب شطارة والاحتيال فهلوة (6).. "التسويق الشبكي" في مصر "سرقة عيني عينك". أبناء المشاهير نصبوا على المواطنين



 مسلسل هزلي يستعرض
مسلسل هزلي يستعرض حلقات متتابعة من النصب والاحتيال
تتعدد أسماء الشركات التي تمارس لعبة"التسويق الشبكي" وتتباين أشكالها ومواقعها الإلكترونية ولكنها  تتفق جميعا في المضمون، حيث تحكمها جميعا بعض قواعد أساسية تجعلها أكثر جذبا للضحايا، حيث تبدو من الوهلة الأولى وكأنها تجارة شريفة بنيت على مبدأ العرض والطلب ولكن ما إن تتمعن في اللعبة  حتى تجدها عبارة عن مسلسل هزلي يستعرض حلقات متتابعة من النصب والاحتيال، لذا يجب أن تتوافر في أبطاله عدة شروط، أهمها البعد كل البعد عن الشعارات الأخلاقية الرنانة حتى يتسنى لروادها التهام فرائسهم من الفقراء وشباب العاطلين الذين يبحثون عن ضربة حظ تخرجهم من الظلمات إلى النور
قاعدة اللعبة تقول
قاعدة اللعبة تقول أن أي مشتري جديد يصب في بوتقتك "رصيدك" في النهاية وتتحصل من خلاله على عمولة مجزية من الشركة وبالتالي تضاعف من مجهودك لإقناع المزيد
تبدأ "النصباية" بعرض ما من شركة ما  على أحد المواقع الإلكترونية، تقوم ببيع منتجات معينة تكون في غالب الأمر منتجات كمالية وليست ضرورية أو ذات أهمية وعلي المشتري أن يختار من بين هذه السلع المعروضة الباهظة الثمن.
بعد شرائك للمنتج تكون أصبحت "مسوق"للشركة وأحد أفراد المنظومة  ولكن أمامك هدف وهو استعادة ما تم دفعه في السلعة التي أدانتك ومن ثم تبدأ رحلة التحرك بين المقربين والأقارب والمحيطين بك لإقناعهم بالمنتج الذي اشتريته أو بباقي المنتجات الأخرى.
هنيئا لك إذا أقنعت أحدهم، فقاعدة اللعبة تقول أن أي مشتر جديد يصب في بوتقتك "رصيدك" في النهاية وتتحصل من خلاله على عمولة مجزية من الشركة وبالتالي تضاعف من مجهودك لإقناع المزيد، باختصار كلما نجحت في إقناع "ضحايا" جدد بشراء منتجات الشركة، كلما حصلت على دولارات متراكمة وكلما قام الأشخاص الذين أقنعتهم، بإقناع المزيد من الأشخاص الآخرين كلما كنت أنت الرابح الأكبر لأنك تأخذ أيضا عمولات ونسبة من أرباحهم.
النصب شطارة والاحتيال
هل هذه اللعبة مربحة؟ سؤال أجاب عنه "أحمد طه" أحد اللاعبين التائبين، والذي قال: الكثير من الشباب يقبل على الاشتراك في هذه الشركات، ويتكبد دفع مبالغ كبيرة للحصول على منتجات غير ذات قيمة بالنسبة لهم، ظنا منهم أن استرجاع هذه الأموال أمر في غاية اليسر، بالإضافة للعمولات الدولارية التي ستهبط عليه من السماء وتجعله من الأثرياء في أشهر معدودة ولكنهم يصطدمون بالفشل الذريع والخسارة الفادحة في النهاية لأنهم ببساطة لا يجيدون قواعد النصب في هذه اللعبة.
إذا أردت أن تكون من نجوم التسويق الشبكي وتحصد آلاف الدولارات شهريًا فما عليك إلا أن تتخلى عن مبادئك وأن تدعو ضميرك لنوم هادئ عميق وأن تتنازل عن دور البطل الشهم فلا حاجة لك به أثناء رحلتك مع التسويق الشبكي هذا ما أفادنا به أحد المسوقين الذي عرض أول قاعدة للنجاح في النصب على غيره من الضحايا حيث قال "تامر سليم" أن الفئات المستهدفة في اللعبة هي (الفقير-العاطل-المديون) فهم الأولى باهتمام أي مسوق "نصاب"، مبدئيا يتم اإقناعه بأن النجاة في شرائه المنتج فإذا أجاب بأنه معدوم وفقير ولا يملك ثمن المنتج، هنا يتجلي دوري في إقناعه، عن طريق عرض الحلول، كالاقتراض من صديق مثلا وايهامه بأنه سترد المبلغ مع أول ربح، أو حل آخر أن يطلب من أمه أن تتصرف في قطعة ذهبية تمتلكها أو أن يتنازل أبيه عن ما في دفتره، المهم في الأمر أننا نقوم بعملية "غسيل" مخ للضحية.
النصب شطارة والاحتيال
وتابع المسوق المعتزل: أنت كـ "ضحية" وإنسان أصبحت مديونا ستبذل قصاري جهدك في البحث عن ضحية أخرى تقنعها بمنتجك وهو ما سيجعلك تستميت لجذب المزيد من العملاء والوكلاء لتعويض المبلغ المالي الكبير الذي دفعه وستنجح حتمًا في مرحلة ما وكلما زاد نجاحك، وزاد عدد الأعضاء الفقراء مثلك في الشبكة كلما وصل المسوق "الأب" لأهدافه وزادت عمولاته.
"أحمد عمر" 32 سنة يرى أن "اللعب بالكلمات فن" فكلما تحدثت كثيرا عن النجاح غير منقطع النظير للشركة وعن الأهداف النبيلة لروادها من الأولياء الصالحين والمستقبل الوردي الذي ينتظر المشتركين ولا بأس أن تستعرض بالكذب كم الأموال التي حققها السابقون في المجال وجعلتهم يرتقون من القاع إلى القمة ويركبون السيارات الفارهة، نجحت في استقطاب الكثير من السذج وهو "ما كنت أفعله أنا شخصيا تقريبا كل نصف ساعه مع وجه جديد دون كلل أو ملل، حتى وصلت لمرحلة احتقار نفسي".
في السياق نفسه أضاف "عمر"، أن التدين والظهور بسمت ملائكي أمر ضروري لإيقاع من حولك في الفخ دون عناء، فحينهما كنت اجتمع بفريق التسويق الخاص بي واسمع الأذان كنت انتفض في الحال وأدعو الجميع للصلاة حتى يطمئن الحضور لورعي، فالبسطاء دائما وأبدا لا يظنون السوء في المصلين والقابضون على السبح حتى وان كان ماسكها يسبح بحمد حبيبته.
أما عن المعوقات التي تواجه محترفي النصب فقد ذكر "عمر" أنه سيظهر بالتأكيد من يشكك في مصداقيتك ويتهمك بالفشل والكذب ويطلب منك أن ترد عليه أمواله وتسترد بضاعتك وهنا يجب أن أقابل طلبه بالتوبيخ واتهمه بالفشل والغباء في تسويق منتجه وحينها اقوم بـ"التسييح" له مستعرضا نجاحات الآخرين الذين نجحوا "وهمًا" حتى يقتنع الضحية أن العيب فيه وينصرف إلى حال سبيله.
النصب شطارة والاحتيال
"المظهر عليه عامل مهم في إنجاح المهمة هذا ما أعلنه "سامح الشربينى" أحد المسوقين، حيث أكد أن المظهر اللائق للمسوق يساعده في إقناع الآخرين بأن المهنة أضافت الكثير لصاحبها.
من جانبه أوضح مالك صابر، مبرمج ومدير قواعد بيانات، أن شركات التسويق الشبكي في مصرتقوم ب اتباع الأساليب الاحتيالية على المواطنين من خلال عرض منتجات غير مقنعه أو جمع اشتراكات مالية عبر صفحات الإنترنت وعمل صفحات للدعاية من خلالها يتم الإعلان عن فائزين وهميين كـ "طعم" للأفراد الجدد.
وأضاف مالك أن التسويق "النصب" الإلكتروني هذه لم تقتصر على الشباب العادي وانما شارك أبناء المشاهير في هذه المهزلة الأخلاقية كما فعلت "سلمى صباحي" التي استقطبت الكثير والكثير من أهل الفن ولاعبو الكرة وتم النصب عليهم من خلال شركة تسويق شبكي وفي نهاية الأمر تم النصب عليها هي شخصيا.

فيما ذكر دكتور "حسام لطفي"، مستشار قانوني بوزارة الاتصالات أن هناك ثلاث قوانين خصصت لمجابهة هذا النوع من التعديات وهي: قانون التسويق الإلكتروني وقانون حماية المستهلك وقانون تنظيم الاتصالات ولكن المشكلة هي عدم تفعيل تلك القوانين خاصة قانون حماية المستهلك.

البوابة نيوز