الجمعة، 28 أكتوبر 2016

« التسويق الهرمي والشبكي » طرق نصب حديثة تنتشر في محافظة السويس



 images


حلم المكسب السهل والسريع يراود أغلب البشر، وخاصة ممن هم في سن ما بين 16 و 40 عام، هكذا أستغل بعض المدعين أحلام هؤلاء الشباب، وبدئا بالمتاجرة واهمين الضحية بمكاسب تصل إلي مئات الدولارات في أسابيع مرددين بعض الأسماء التي تمكنت من الوصول لثروة بالملايين في شهور، وهكذا يسقط دائماً ضحايا التسويق الشبكي والهرمي، الظاهرة التي بدأت تغزو السويس منذ عام 2009 عن طريق أحد الشركات المعروفة وذات الصيت العالمي، ومع سقوط نظام “مبارك” أصبح السوق مفتوح لمئات شركات النصب والمتاجرة بالأوهام .



حيث يقول “عمرو حمد” طالب، أن هناك شركة من هذه الشركات التي تتاجر بعروض سياحية مجانية، مقابل مبلغ مالي يصل إلي 1800  جنيهاً، يقوم باسترداد مضاعفته كلما أقنع شخصاً ما باستخدام هذه العروض، وقد اتخذت هذه الشركة مقر لها في عقار من أكبر عقارات السويس، ثم بدئوا في تنظيم محاضرات تعريفية بالشركة، مع ذكر أشخاص تجاوزت ثروتهم المليون في عام واحد، ولم يجد لديه إلا أن يدفع المبلغ، وأبسط الخسائر أنه سيستفيد برحلة مجانية في أي منتجع في العالم إلي جانب تخفيض على رسوم الطيران .



 واستطرد أنه بعد فترة وجد أحد أصدقائه يكسب مبلغاً من المال، مما دفعه لجذب العديد من الأشخاص، وفجأة أختفي مقر الشركة، ولم يستطيع أن يتحصل علي أي مبلغ مالي أو يسترد ما أعطاهم أو حتى يستفيد بالرحلة، وبعد عدة مفاوضات أخبروه أنه يمكنه الاستفادة بالرحلة فقط ولكن وضعوا عدد من المعوقات أمامه .



كما يقول “محمود حلمي” سائق، أنه رجل عجوز لم يسمع قبل ذلك عن هذه الشركات، ولكن أحد الركاب أخبره أنه عليه أن يدفع 150 دولار ليشتري سلسلة من الزجاج، يقول أنها تعطي طاقة للجسم، وفى المقابل كلما أقنع شخص ما بشراء مثل هذه السلسلة سيكسب المزيد من الأموال، ولكنه تشكك في نية الراكب، حيث أن هذه السلسة لا تساوى هذا المبلغ الضخم،كما أن كافة مقتنيات الشركة باهظة الثمن للغاية مما يجعل كافة العقلاء ممن يتعبون في كسب الرزق لا يخاطرون بمثل هذه المهاترات .



وأوضح “تامر عبد الحليم” موظف بشركة بترول، أنه هناك فرق بين شركات لها أساس وسند قانوني وموجودة في مصر منذ عشرات السنين وبين شركات النصب السريع، فهناك بعض الشركات الموثقة في الهيئة العامة للاستثمار، وقد أثبتت جدية في التعامل مع العملاء .



ويقول “محمد مصطفي” طالب بالثانوي، أنه حينما يريد أن يكسب الملايين، فالأمر لا يتعدى أكثر من أن يقوم بتصميم موقع إلكتروني ثم يعلن عن تكوين شركة تسويق شبكي، وسيتمكن من الحصول على المزيد من العملاء الذين يتمنون الربح السريع، عليه فقط أن يأخذ من أموال العملاء الجدد ليغرى العملاء القدامي بمكاسب وهمية، ثم يجمع ما يريده ويختفي، وغالباً لن يتمكن أحد أن يعثر عليه كمئات الشركات الأخرى .
هذا وتشير مصادر أمنية أن هناك 40 ألف شاب من السويس يشترك في هذه الشركات، وأن هناك المئات من البلاغات في مباحث الأموال العامة بالسويس ضد بعض الشركات الكبرى، وجارى التحقيق في القضايا وسيعلن عنها حينما يثبت إدانة هذه الشركات .



وقد قام مئات المواطنين في شهر يوليو الماضي بالهجوم على مقر شركة “ماركت وتش” بمنطقة بور توفيق بالسويس، حيث تبين أنها شركة وهمية قام مديرها بسرقة 10 ملايين من أهالي المحافظة، ولاذ بالفرار .


يقول دكتور “سمير عدلي” خبير مالي، أن هذه الشركات تعتبر صورة أخري من شركات توظيف الأموال التي ظهرت في التسعينات، واستولت على أموال الآلاف من المصريين ، وأثرت سلبياً على الاقتصاد المصري، وهذه الشركات أيضاً تعتبر شركات دون سند قانوني، وتؤثر سلبياً على الاقتصاد المصري، كما أن بعضها له سوابق في دول كسوريا وإيران قبل الفرار منهما إلي السوق المصري، وأن مثل هذه الشركات التي تتمتع بمصداقية عالية في مصر ، تعتبر محرمة ومطاردة في بعض الدول مثلما فعلت الهند في 2008 .


واستطرد أن هذه الشركات لا تقوم بتسديد الضرائب المستحقة منذ أربعة سنوات، في النهاية سيصل المجتمع لحالة من التشبع الشرائي، الذي سيجعل بعض المواطنين يخسرون أموالهم، مما يجعل القضية تتخذ شكل نصب واحتيال، وغالباً ما يتهم فيها صغار العملاء، بعدما يهرب أصحاب الشركة الأصليين مثلما حدث في قضية الإعلامية “سلمي صباحي” .

0 التعليقات:

إرسال تعليق